يبتسم في سعادة غير مكتملة.. يبدو لها مثل أنصاف حقائق.. طفل صغير يحتاج لمن يحتضن كفه الصغيرة.. تتألق في عينيه لمحات خاطفة لضحكات أخري غير مكتملة..
تقف علي مقربة مني متأهبة للدخول في معركة حامية الوطيس في ساحة زوايا الورق السميك. أشعر بالدوار، وجسدي كأن قوته تتلاشي تدريجيا.. لم أذق الطعام منذ أيام طوال، ولا عرف النوم طريقه إلي جفوني.. حتي رائحة طعام أمي الذي تُتَبله بحنانها لم تعد تثير شهيتي كما السابق… لا تلمس الوردة من الوردة عليك أغار أنا أكثر من يحبك لو محبينك كثار.
لكنك تصر علي البحث عن صوت واحد، قد يشتت انتباه أجهزتك العصبية، مركز الألم في جسدك. صوت واحد يستطيع.. علي تنحي الألم جانبا، ولو لبرهة قصيرة، بينما يأتيك صوت من الجانب الآخر، لا يشعر كم أنت متألم.. ولا يعي مقدار الصرخات التي تنطقها كل أجزاء جسدك المريض.. يخبرك الصوت أنه لاوقت لديه للحديث.. تعيد الهاتف لموضعه..
لون عينيه التي تعشقهما… كم سيبدو الكون أجمل في ذلك الصباح، لو كان بإمكاني القيام برحلة صغيرة بالسيارة. أحمل معي كوب الشاي المتشح بالحليب.
- الصوت يبدو معدوما في ساعة كتلك..
- ونوافذ المنزل بدت أكثر إشراقا..
- يا رب لا تطيل المسافة بين وبين شخص لا يوجد سعادة لكي وأنا بعيد عنه.
- 3- علي بعد غيمة سكنت هي..
- لا تعتقد بأن نظرة المرأة لك من باب الحب والاعجاب فقط ..
كيف اجعل حبيبي يشتاق لي بجنون
الجدران التي لم تحتضن صوراً بعد. الستائر المسدلة دوماً دون أن تلتقي بالشمس. كلها تفاصيل صارت مطوية بإهمال. ارتديته وسرت حافية باتجاه مرآتك.. أراقب منحنيات جسدي في قميصك..
تخطو معي تجاه الأرجوحة ذات السلاسل. ترفعني وتضعني بكل اهتمام علي المقعد المتأرجح. تراقبها وهي تأخذني بعيدا عنك وتدور بي. تتعلق بك عيناي ورغم سعادتي، أشعر بالدمع يغزو عيني أكره أن نفترق ولو لثوان، حينما تقف الأرجوحة. أسارع بالهبوط لألقي نفسي بين ذراعيك. ربما لم أخبرك أنني كنت أذوب حزنا، وأنصهر ألما كلما اشتممت عطرك في ثيابها، وهي تغدو وتجيء أمام ناظري، في طريقها إليك..
أحتاج الجلوس علي حافة الروح، أتناول قدحا من الشاي، الغارق في نهر النعناع.. أشعر بيد ناعمة تمشط شعري… لم أخبرهم بأني أحبه منسدلا ببعض حليات ملونة فيه.. ربما لأنهم لم يروه أبدا منسدلا…