ماذا حدث ؟ سبحان الله القدير أحن لشىء لم أره !! ونفسى تهفو لأن تجاور دقات قلبه جسدى وأضمه بين ضلوعى !! كيف حدث هذا الانقلاب ؟ يارب يارب هبه لى هبة مباركة من عندك …قد لا أكون أهلا لهذه الهدية ولكنك أهلا لهذا العطاء يا سميع يا مجيب …. فى التاسعة صباحا جاءت الشغالة وكان ورانا انا وهى شغل كثير جدا .كنت أريد تغيير نظام البيت كله حتى يشعر عمر انه فى عالم جديد ولكن الموضوع ليس سهلا ولكن علشان عيون عمر كله يهون …. واليوم هو أول يوم نعود فيه للعمل وطبعا عمر ولا على باله فعمله قريب من منزلنا الجديد تقريبا ربع ساعة بالسيارة اما انا فيبعد حوالى ساعة وربع فى أفضل الظروف ولم أكن أشعر بهذا قبلا بل كان قريب من منزل ابى وأمى أما الان فلازم ألف الكرة الارضية علشان أوصل عملى …
شعور جميل أن يكون لك صديق وحبيب في حياتك ، تتبادل معه الأخبار والأوجاع والضحكات ، أشعر أنني قبل معرفتي بـساره لم أكن موجودا في هذه الحياه ، أشعر معها وكأنني طفل صغير يعود سريعاً في نهاية يومه ليقص على أمه كل ما حدث له في يومه .. أحب ردودها التلقائية وضحكاتها البريئة وخوفها الطفولي عندما يرتفع صوتي في عصبية ، ولا أطيق غضبها مني وأبادر دوما بمصالحتها ، كم أحب وجودك معي يا ساره . قمت من النوم ، بعد ما صحيت ييجي ميت مرة وعندي حموضة كبيرة شربت سفن أب على الريق وطبعاً كانت فاتتني صلاة الفجر من النوم المتقطع ، اتوضيت وصليت شعرت بهدوء واستعدت فرحتي بلقاء عمر النهارده ،” يا رب فرّحني النهارده يا رب “.. بالرغم انه كان من الواضح ان تلك هى النهايه الطبيعيه للزيارات و العزومات و كان الجميع ينتظرها ، الا ان وجه مروه احمر و سخن سخونه شديده ، و لم تجرؤ على رفع نظرها لاحمد الذى تعلقت عيناه و قلبه برد والد مروه .
البنات دي عاوزه خريطة علشان الواحد يفهمهم .. أحسن أصلى ركعتين وأنام علشان عندي شغل بدري . هى كل حاجة بتتعمل للأم والاب خلاص بيتركن على الرف ؟ لازم الواحد يعمل ثورة فى البيت ده علشان يرجع سى السيد تانى !! بس ايه ده الواد يحيى لونه فتح شوية بعد الحمام واضح ان ماما قتلته وهى بتحميه !! بس بصراحة المرة دى فيه نقوط كتير ليحيى … بصراحة هو وش الخير علينا كفاية انهم وافقوا على موضوع شغلى الجديد فى نفس يوم ولادة يحيى …صحيح سبحان الله عمرى ما تخيلت معنى الاية (نحن نرزقهم واياكم ) بالشكل ده..
- ياربى كان مالى انا ومال الجواز وشغل الحموات ده !!
- وعزمت على تنفيذ ما قالته الطبيبة بالحرف الواحد واخترت يوم الاربعاء مساء ليكون الخميس والجمعة أجازة بعدها وبالفعل حاولت تنظيم رضعاته ولم أرضعه ليلا …..
- وبعدين حاتفصله أخيراً ، وما رضيتش تقولّي لونه إيه علشان المفاجأه ، ربنا يستر ويليق على البدله أحسن يبقى شكلنا آخر بيئه ، بجد البنات دول عليهم تقاليع عجب .
- أحب ردودها التلقائية وضحكاتها البريئة وخوفها الطفولي عندما يرتفع صوتي في عصبية ، ولا أطيق غضبها مني وأبادر دوما بمصالحتها ، كم أحب وجودك معي يا ساره .
كيف أبيض جسمي ووجهي في أسبوع
وجدت في القديمة باب كامل اسمه المنزل السعيد ، وكله أفكار عمليه رائعه عن فرش المنزل وتجميله بأبسط التكاليف ، وكيفيه الاستغناء عن أشياء كثيره لا لزوم لها .. وبجد الصور في غاية الرقه والعمليه والبساطه .. والمجله الحديثه تتحدث عن الفورفورجيه في غرفة النوم ، وكيفية تلميع الباركيه ، ومزايا التكييف السبليت عن الشباك في منزل العروسين ، يبدو إنهم يتحدثون عن عرائس من القمر وعرسان من المريخ . و برضه حاقولك انت عاوز مروه تعاملك على انك عريس شرقى عادى متقدم لها و تحاول ترضيك على هذا الاساس ، بس مشكلتها انها فعلا زميلتكم كلكم من زمان ، و احساسى ان كل المشكله دى حاتنتهى بعد ما تخلصوا كليه و كل واحد من زمايلك يعرف انها خطيبتك ، ساعتها هما نفسهم حايراعوا الموضوع ده حتى من غير ما هى تحرجهم . انا مش عارف الحقيقة سارة كانت بتعمل كل شغل البيت والطبيخ كل يوم ازاى ؟ الشقة فى ظرف كام يوم تحولت الى ما يشبه الاسطبل …ولكى أصل الى ملابسى قبل الشغل بأبقى عامل زى البهلوان بعد ما كنت أصحى أجدهم مكويين ومرتبين وألبسهم زى الباشا…..
احنا لينا اقارب فى اوروبا اولادهم سابو البيت فى سن ستاشر والقانون هناك يحمى حرية الشاب تماما . الملل يحيط بى من كل جانب ..عملى على الكومبيوتر لا جديد به أبدا نفس الايميلات ونفس الكلمات ونفس الاشخاص ….حتى أكاد أن أقوم به وانا مغمضة العينين ولم يعد يستغرق من يومى سوى 3 او 4 ساعات وبقية اليوم فى نفس الروتين …..أحادث يحيى طوال اليوم حتى لا أحادث نفسى …… ولكنى انتبهت لهذا السلاح الجديد وأصبحت لا أهتم لصراخه …حتى عرف بعد فترة انه لا جدوى معى من البكاء فأصبح ينصرف عنى وكأنه يتمتم (حسبى الله ونعم الوكيل !!)……. الشركة الأجنبية الجديدة شغلها من نار مفيش دقيقة دلع ولا رغى فى التليفون ولا شرب شاى وسندويتشين فول !! ولا مجال للخطأ او التهاون لأنهم يطبقون فى العمل نظام الأفضلية فقط ولو تهاون أحد لا مكان له ويستبدل بمهندس غيره فى يومين على الأكثر …… لا أعرف سبب رغبتى الجديدة فى تذكر كل الأحداث الحزينة التى مرت على وتخيل ما يمكن أن يحدث من سوء لى وليحيى وعمر …وعندما يتعطف على يحيى باشا ويسيبنى أنام أحلم أحلام سيئة جدا بأنى دائما بأفقد يحيى وووو ……
لكن لا اعرف ما هذا الاحساس الذى اشعر به …..احساس بالاعتياد والتعود والركود لا رغبة لدى كى افعل شىء جديد بمعنى اخر ما اشعر به هو الملل …الملل من كل شىء فى حياتى الجديدة …. وجلسنا نأكل وهى منهمكة فى الحديث مع عمر بشوق شديد وتحكى له كل ماحدث فى الأسبوع اليتيم الذى قضيناه بعيدا عنها وكأنه كان عاما كامل …وكل فترة طويلة تتذكر ان فيه شىء معاهم على السفرة فتلقى لى كلمة او كلمتين ثم تواصل حديثها الدافىء مع حبيبها الاوحد ابنها الوحيد الحبيب… ثم دخلت الى حجرة النوم ورتبتها ورشيت معطر جو لم استخدمه من قبل ولم انسى الشموع طبعا …
بس فعلا مش قادر على ضغط الشغل حاسس انى مطحون وكل حاجة عندى بالدقيقة والثانية …..وانا كمان فى مرحلة اثبات الذات فى الشركة وغير مسموح لى بأى خطأ أو تهاون …. ده غير انى أصلا مش بأنام طول الليل والصبح مطلوب منى انى اراعى البيت وانضف وأطبخ غير المعارك اليومية ليحيى والتى لا تجعلنى أجد وقت لانجاز كل الكوارث اللى ورايا دى ….. طيب أنا فى أجازة حاليا حتى الاسبوع القادم عندما أبدأ العمل فى الشركة الجديدة …..ودول ناس لازم أكون فايق جدا معاهم ح أعمل ايه فى الحفلات المسائية للأستاذ ؟ ربنا يستر …. بس كنت مش بارضى أقول لك علشان ما أزودش توترك ….يالا ياسارة قومى اتوضى ح نصلى صلاة شكر جماعة على الهبة العظيمة اللى ربنا وهبها لنا …
احتضنها عمر بعينيه ، يالجمال الفرحه الطفله فى عينيها ، لم تغيرها الايام ، لازالت تطرب لثنائه عليها ، و تسعد بهديته الصغيره قبل الكبيره . كانت سار ه فى الواقع مرحبه بدينا منذ علمت بازمتها ، لكن الشغاله التى اتت بها دينا اذهلت ساره ، خاصه بعد ان قاست ساره الامرين فى شغل البيت منذ بداية رمضان . و كانت قد بدات التدريب فى المدرسه بالفعل ، حيث وفرت تلك المدرسه دوره تدريبيه للمدرسات الجدد ، قبل بداية العام الدراسى ، و احست ساره انها اختصرت خطوات كثيره ، و تعلمت اشياء لم تكن تحلم بها خلال تلك الدوره . ، يعنى ما ترتبوش حياتكم على اساس وجودى معاكم …..
- ورشيت عطررائع وجلست أضع الماكياج بدقة شديدة وكأنى سأتزوج مرة أخرى هذه الليلة ….هكذا سينسى اى امراة اخرى سواى وليس بالنكد …
- احنا لينا اقارب فى اوروبا اولادهم سابو البيت فى سن ستاشر والقانون هناك يحمى حرية الشاب تماما .
- برنامج سياسي ما وأنا جالس على الشوك في انتظار الجواب.
- بس بجد كل يوم بسأل نفسى ازاى كنت عايشة فى الدنيا من غيره ؟؟؟؟ صحيح انى نسيت النوم و الراحة والخصوصية بس سبحان الله ربنا بيعوض كل ده بكنز خاص اسمه الأمومة ……
كيف أبيض جسمي ووجهي في أسبوع
و فى اليوم التالى استأذن عمر من عمله و ذهب مع دينا للبنك ، حيث قامت بسحب كل الرصيد ، و جمدت شهادات باسم البنات كما قالت ، ثم اقتطعت مبلغاً لشراء سياره جيده ، و قامت بوضع باقى الاموال باسمها فى حساب جارى و استخرجت له دفتر شيكات و فى المساء اتصلت بطارق . كادت الدموع تطفر من عينى ساره و هى تعتذر للسيده و تطلب منها ابقاء مكان يحيى محجوزا لمدة يومين لا غير ، و هى تجرى لتلحق بعمر الذى انصرف غاضبا. وما أن خلع كل ملابسه حتى صرخ من البرودة وأخذت كل أسنانه تصطك وتحول مثل القطة الصغيرة حديثة الولادة التى تصارع الأمواج وتحول لونه للأزرق من شدة البكاء ……وحماتى تضحك وترقيه ببعض الآيات وانا لا اتوقف عن البكاء وعمر دخل الغرفة ليرى عملية التعذيب هو الآخر ولم يحتمل لحظات وخرج …..
- و بدات ساره فعلا رحلة البحث من ثانى يوم ، كان اسهل شىء ايجاد مشترين حيث ان شقة حماتها متميزه وفى مكان متميز ، كمان شقة عمر رغم صغرها فقد احاط بها العمار من كل جانب و بعد ان كانت ساره تصفها انها قبل السويس بكام كيلو اصبحت بقدرة قادر بعد التجمع الخامس و الاول فى وسط البلد …..
- ولازم تمشى كده ..ولازم ولازم ولازم ….وكأن الحامل دى انسانة فاقدة العقل ومستنية بنات الصين يقولوا لها تعمل ايه ….
- طيب الحمد لله يا ماما اهوه ، و حضرتك تقضى وقتك فى قراءة القرأن او تعملى اللى بتحبيه ، بس عشان خاطرى ما تسافريش و تسيبينى ، و الله ده ساره بتحبك زى مادينا و داليا بيحبوكى واكتر ، غير ان بيوت اخواتى مهما كانت بيوت رجاله أغراب ، لكن ده بيتك و مكانك .
- كنت أظن أني سأثور ولن أرضى بفكرة الزواج الآن.